الاعلام تايم _ د. خيرية أحمد
"القليل من الإهمال قد يولد الكثير من الأذى"، مقولة للعالم بنجامين فرانكلين، خير تجسيد لمشاهد نراها بكثرة في حياتنا اليومية مع الظروف الحالية التي نمر بها "جائحة فيروس كورونا"، الذي من أبرز عوامل انتشاره وإلحاق الاذى بالذات والآخرين هو الإهمال وقلة الوعي الفردي والجمعي، فالإهمال سلوك يتجاوز تأثيره صاحبه، ولا يقتصر عليه، فالإنسان المهمل هو إنسان "فوضوي" غير مبالٍ، يتأثر محيطه الشخصي بإهماله بقصد أو بدون قصد، وبالتالي تعم السلوكيات الخاطئة وتتكرس ثقافة اللامبالاة بين المجتمع.
إهمال الذات حالة سلوكية يهمل فيها الفرد تلبية احتياجاته الأساسية من النظافة الشخصية والملابس المناسبة، والتغذية، أو الاعتناء بشكل مناسب بأي ظروف طبية لديه وعدم التقيد بالإجراءات الوقائية للتصدي لأي مرض كان، ويعتبر الإهمال الصحي جزءاً من جميع أنواع الإهمال؛ حيث أنه مرتبط بالنمو الجسدي والعاطفي، كما يرتبط بالإهمال التربوي حيث سيؤثر بصورة مباشرة أو غير مباشرة على أخلاقيات الفرد ومقدراته.
إن الإهمال صفة أو عادة مكتسبة مع وجود الاستعداد الوراثي لها، إذ إن الشخص لا يولد مُهملاً، لكنه يتعلم الإهمال مما حوله، وفي مراحل العمر الأولى يتعلم الشخص من النماذج الموجودة حوله، فكن خير قدوة لمن حولك بعنايتك بذاتك التي تنعكس على الآخرين والتزامك ومسؤوليتك بكل ما يتطلب التزام ومسؤولية تجاه أبناء مجتمعك وبلدك.
كما لابد من تعويد النفس على العادات السلوكية الصحية السليمة وتقيد بالإجراءات التي تصدرها الجهات المعنية بروح المسؤولية والقناعة لما فيها من فائدة لك وللآخرين، وساهم في الحد من انتشار الفيروس لضمان سلامتك وسلامة من تحب.
"الصحّة ثروة الإنسان العاقل"، فحافظ عليها واعكسها على مجتمعك بعقلك الواعي ورعايتك الصحية الذاتية العالية والأخلاقية الراقية التي معها تتجاوز كل الصعوبات وتواجه كل الثغرات وتبني مستقبلا سليما مكللا بأهداف خلاّقة، فلا قيمة لشيء دون العافية ومعها كل شيء يطيب.