الاعلام تايم _ د. خيرية احمد
"الاعتماد على الآخرين ضعف، الاعتماد على النفس قوة، والاعتماد المتبادل هو قمة القوة" مقولة للكاتب ستيفن كوفي يجسد فيها أنواع الاعتماد التي يتصف فيها الأفراد، فالبعض يميل إلى الاعتماد على الآخرين في الكثير من الأمور ويطلق عليه "الشخصية الاتكالية" التي جلّ سماتها العجز عن اتخاذ القرار بنفسها، توكيل الأمور والمسؤوليات للغير، ضعف الثقة بالنفس استشارة الآخرين بكثرة، وعدم المبادرة في أي شيء كان وغيرها من السمات....
هذه العادات السلوكية تتعزز باللامبالاة وعدم التشجيع على تنفيذ المهام من قبل الأسرة، واتباع أساليب تنشئة اجتماعية غير مناسبة كالإهمال والدلال الزائد، وضعف النماذج والقدوات التي يتمثلها وتحمل المسؤولية، والتقليل من القدرات الشخصية، بالإضافة إلى الأمراض الجسدية المزمنة واضطراب قلق الانفصال في مرحلة الطفولة أو المراهقة، سببا رئيسيا في تطوّر أعراض.
وللتخفيف والتخلص من هذه العادات يحتاج الأمر لوقت طويل نوعاً ما حتى يتعلم الفرد كيفية الاعتماد على نفسه والشعور بالأمان عند التعبير عن أفكاره وآرائه، وذلك بالتركيز على أنماط التفكير عنده والتي يجب تغييرها وما يتعلق بها من اعتقادات، ولا بد من مساعدته في وضع أهداف صغيرة وقابلة للتحقق تمكّنه من فعلها دون جهد وتعب، على أن يتم مدحه عندما ينهيها بنجاح، ثم التدرّج بزيادة صعوبة المهام عليه ومراقبة النتائج، والتحدث إليه عن الأشياء التي يستمتع بفعلها، والاقتراح عليه بالانضمام لنشاطات يرغب في عملها، وتحفيزه على ممارسة التمارين الرياضية والتقليل من مسببات التوتر لديه، عدا عن مساعدته في تعلم الثقة بنفسه أكثر وأكثر.
تذكر دائماً أنه لا يمكن لأحد أن يقوم بعملك مثلما تريد إلا نفسك، فمع الاعتماد على الذات يصبح للنجاح طعم رائع وتشعر بالفرح والفخر وتقدير الذات لما تقوم من إنجاز.