الاعلام تايم _ د. خيرية أحمد
محاولة فرض السيطرة والتمرد وعدم التقيد بالأنظمة في المجتمع المحيط وممارسة عادات سيئة بإسراف ولامبالاة جميعها سلوكيات تعكس شخصية الشخص "الفوضوي" الذي نشأ في منزل يفتقر للنظام والقوانين الثابتة التي تنظم حياة أفراد الأسرة وتعلّم الأطفال الالتزام والتعاون، وتؤثر على مجرى حياته بكل المجالات وتوقعه بالعديد من المشكلات التي يمكن درايتها والاستغناء عنها بالترتيب والتنظيم والتخطيط الجيد.
ولهذه المشكلة السلوكية عواقب وآثار على الفرد منها "الاتكالية، الشعور بالنقص، أحلام اليقظة، الضغط النفسي والكبت، عدم تقديم خدمات اجتماعية مناسبة، الشغب، العدوان، هدر الوقت والجهد، التأخر في إنجاز المهام وتسليمها، تناول عقاقير مهدئة.. الخ".
ويظهر هذا السلوك منذ الطفولة لأسباب عديدة منها أساليب التنشئة الأسرية والاجتماعية، ولتعديل سلوك الطفل الفوضوي يمكن اتباع إرشادات ونصائح تهدف إلى تحسين طبيعة الحياة التي يعيش بها الطفل في المنزل، ومنها ما يلي:
- تعليم الطفل السلوك الصحيح حينما يصدر سلوكاً خاطئاً، كي يستطيع الطفل التمييز بين الخطأ والصواب
.
- الحوار الهادف مع الطفل دون اللجوء إلى الضرب أو التهديد، وتكليف الطفل بترتيب ما قام به، ومدحه
.
-استخدام أساليب التعزيز الإيجابي والمكافأة للسلوك الجيد، وعندما لا يقوم بما هو مطلوب يُحرم الطفل من ممارسة شيء مُحبب له.
- تبسيط عملية الترتيب والنظام لطفلك بتقسيمها إلى مراحل، ولا بأس بمشاركتِك إياه في المرّات الأولى على الأقل
.
- تدريب الطفل على تحمل المسؤولية واتخاذ قرارات بمفرده ثم متابعته في تنفيذها بعد ذلك
.
- عدم التذبذب في معاملة الوالدين، لأنّ اللامبالاة من أحد الوالدين يُعزز سلوك عدم الانضباط.
- تعزيز روح العمل الجماعي والتعاون داخل الأسرة وإظهار الرضى والارتياح لذلك
.
وتؤلف الطفولة مرحلة حاسمة في تشكيل شخصية الطفل، ويؤكد بعض الباحثين على أن السنوات الخمس الأولى من حياة الطفل هي الفترة الأكثر خصوبة وأهمية، والتي تنجم عنها ملامح شخصية الطفل. كما أن بعض السمات الثقافية التي تدخل في كيان شخصية الطفل أو يستحيل تغيير البعض منها، لذا تركز التربية الحديثة على هذه المرحلة لبناء شخصيات الأطفال بناء سليما.