الاعلام تايم _ د.خيرية أحمد
كلمات نرددها على مسمع العلن أمام الغريب والقريب نعبر من خلالها عن العديد من الصفات والمعاني سمعناها على ألسن السابقين دون إدراك ووعي لمنبت أصلها وقيمة استخدامها، وعملنا على تكريسها من خلال ذكرها المستمر والمتكرر، متناسين لغتنا الغنية بالمصطلحات والمرادفات، فلا تخلو الأحاديث العامية من الكلمات الآتية بمختلف معانيها "دغري، على دُوز بارة ، أبضاي، نَخْوَجيَّة، عَونطجي، باشتان، تيتة، خانُم، أفندي، خُوش بُوش، طُنْبُر، أطرميز، فرَاري، السرايا، خاشوقة، شاكوش، الدرابزين...... الخ"، والكثير من المصطلحات التي لا نعي مقصدها ولكن نتغنى بها لمجرد ذكر ما كان يذكر أمامنا.
واستشهاداً بمقولة العالم وليام جيمس" لا يحس الراشد الأشياء بل يدركها" تأتي أهمية إدراك ما حدث ويحدث حولنا من جميع النواحي الاجتماعية والثقافية والتاريخية واللغوية والنفسية والاقتصادية لفهم الأهداف القريبة والبعيدة المدى والتعامل معها بكل حذر وبطريقة تضمن الحفاظ على الهوية والتراث والحضارة مع التطور بما يناسب البيئة.
الكثير والكثير من الكلمات التي تطغى على أحاديثنا وحياتنا اليومية ذات أصول استعمارية تابعة لدول احتلالية "تركيا وفرنسا" عملت على بثها وترسيخها كسموم ناتجة عن أهدافها الطاغية، فلا بد أن ندرك مدى قيمة عدم لفظ هذه الكلمات والمصطلحات لأنها تعبر عن مدى حفاظنا على تاريخنا وحضارتنا ولغتنا التي لها مكانتها بين شعوب العالم فاللغة من أهم سمات الشعوب، حيث تقاس قوة الشعوب بانتشار لغتها وقوتها ووجود أكبر عدد من الناس الذين يتقنونها.
وتأتي أهميّة اللّغة العربية كونها أحد مُكوّنات المُجتمع الرئيسيّة، ومن أهمّ عوامل البناء في مُختلف الحضارات والثّقافات، وقوّة وبلاغة اللّغة تُعبّر بشكل كبير عن تماسك المجتمع النّاطق بها، واهتمامه بها وبقواعدها، وعلومها، وآدابها، وضوابطها، وهذا يُعدّ أجمل أشكال الرُقيّ في التّفكير والسّلوك لدى المُجتمعات المُحافظة على لغتها.