حالة تأزم داخلي متصاعدة تبدو في الإعلان عن مناورات عسكرية "إسرائيلية" تبدأ في الأسبوع الأخير من أيار الحالي وتستمر شهراً، ويبدو الهدف من هذه المناورة كما يرى عبد الباري عطوان طمأنة الرأي العام المذعور، والتأكيد "التسويقي" على الجاهزية العسكرية -التي ربما تكون موضع شك- لمواجهة أي أخطار خارجية مفترضة.
عطوان قال في مقال في صحيفة رأي اليوم إن أجهزة "البروباغندا" الدعائية الإسرائيلية تقول إن هذه المناورة تحاكي حرباً واسعة النطاق ضد إيران وحلفائها في المنطقة وتهدف إلى تدمير منشآت نووية إيرانية، وإن بيني غانتس وزير الحرب الإسرائيلي كشف أن إيران بدأت بتصنيع 1000 جهاز طرد مركزي متطور لتخصيب اليورانيوم من نوع “أي آر 6” لتركيبها في معامل تحت الأرض بالقرب من منشأة نطنز النووية، وباتت أكثر قربا من امتلاك القدرات اللازمة لتطوير رؤوس نووية من أي وقت مضى.
وأضاف عطوان: الرسالة التي تريد المؤسسة العسكرية الإسرائيلية إيصالها من خلال هذه المناورات والتصريحات تقول إن الخيار العسكري ما زال مطروحاً بقوة، وإن الولايات المتحدة ستكون شريكاً في أي حرب مفترضة ضد إيران لتدمير مفاعلاتها النووية، وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي يجري مناورات منذ عشر سنوات ويطلق تهديدات ويشن أعمالاً عدوانية، ويغتال علماء ذرة إيرانيين، ولكن جميع هذه المناورات ظلت حبراً على ورق، ومجرد "زعبرات" إعلامية، بينما إيران تعزز قدراتها النووية، وتطور قدراتها الصاروخية الباليستية، وتعزز القدرات العسكرية لحلفائها.
وتابع الكاتب: إذا كان الهدف من هذه الحملة الدعائية إرهاب إيران، والضغط عليها لتقديم تنازلات لإنجاح مفاوضات فيينا التي دخلت شهرها العاشر، للتوصل الى اتفاق نووي، فإن هذا الرهان خاسر، لأن هذا النهج لم يعط مفعوله مع القيادة الإيرانية بشقيها السياسي والعسكري، والقيادة الإيرانية يدها في ماء بارد، وغير مُتعجلة في التوصل الى أي اتفاق لا يعمّر أكثر من عامين، وإيران الآن في موقع قوي، حيث نجحت في كسر الحصار الأمريكي، ولهذا لا نعتقد أنها ستقدم التنازلات التي تريدها واشنطن لإنجاح مفاوضات فيينا إلا إذا حصلت على كل ما تريد منها، وهذا ربما صعب، لأنه يعني استسلاماً أمريكياً مطلقاً لشروطها كافة.
وأكد الكاتب أن "إسرائيل" لم تدخل في أي معركة ضد إيران وحلفائها، إلا وخرجت منها خاسرة مهزومة مكسورة الجناح، وأي حرب جديدة موسعة تخطط لشنها لن تكون استثناء.