الاعلام تايم _ صحافة
استغربت صحيفة راي اليوم التي تصدر من لندن الهجمة المُتعدّدة الأذرع والأطراف على النّفط السوري، قائلة يمكن تلخيص هذه الهجمة المسعورة في النّقاط التّالية، أولاً: إن رئيس النظام التركي رجب طيّب أردوغان الذي يُقاتل من أجل حماية حصّة بلاده من الغاز في البحر المتوسّط، ومستعد لخوض حرب إقليميّة من أجل هذا الغرض، يكشِف في مُقابلة تلفزيونيّة أُذيعَت قبل يومين أنّه عرض على الرئيسين الأمريكيين باراك أوباما ودونالد ترامب اقتراحًا باستِخدام عائدات النّفط السوري لتمويل إقامة مِنطقة آمِنة وتوطين اللاجئين في شمال سورية، ولكنّهما رفَضا الاقتِراح، دون أن يُوضِّح الأسباب.
ثانيًا: كشَفت شركة إسرائيليّة عن خُططها الانتقال إلى شرق دير الزور لاستِغلال حُقول النّفط والغاز فيها، واستِخدامها لتمويل قِيام كِيان انفِصالي كردي في الشِّمال السوريّ وبدعمٍ أمريكيّ.
ثالثًا: إعلان شركة أرامكو السعوديّة عن إرسال بعثة فنيّة إلى حقل العمر النفطيّ السوريّ، لتوقيع عقد استثمار مع القوّات الأمريكيّة المُحتلّة، لتأهيل آبار النّفط والغاز ومُمارسة أعمال الصّيانة والتّنقيب وبِدء التّصدير.
رابعًا: وصول خبراء نفط وغاز مِصريين إلى شرق دير الزور على ظهر مروحيّات أمريكيّة من أجل المُشاركة في عمليّات تسهيل نهب وسرِقَة النّفط السوري، ونشُك أن يكون هؤلاء قاموا بهذه المَهمّة دون مُوافقة السّلطات الرسميّة.
خامسًا: تأكيد الرئيس دونالد ترامب سيطرة قوّات بلاده على هذه الحُقول وأنّه سيَفعَل بعوائِدها ما يشاء، بِما في ذلك إعطاء حصّة منها للإدارة الذاتيّة الكرديّة وقوّاتها، وكأنّها مُلكٌ لحُكومته المُحتلّة والغاصِبَة.
ووجهت الصحيفة أسئلة الى أردوغان عمّا إذا كان من المُمكن أن يقبل أن تستولي الولايات المتحدة أو روسيا على أيّ كميّات من غاز بلاده المُستقبلي لتمويل الحركات الانفصاليّة الكُرديّة على سبيل المِثال؟ ألا تُشَكِّل هذه الخُطوة انتِهاكًا للسّيادة التركيّة؟، كما وجهت نفس السؤال للرياض هل يقبل أن تستولي إيران، أو شركاتها، على آبار نفط سعوديّة من أجل تمويل مُعارضة بلاده في أكثر من دولةٍ عربيّة وأجنبيّة؟
وأضافت الصحيفة اللندنية إذا كانت الإجابة بالرّفض من الطّرفين، وهذا أمرٌ مُؤكّد، فلماذا تتعامل الحُكومات السعوديّة والتركيّة مع هذه الثّروات السوريّة النفطيّة وكأنّها أرضٌ مَشاع ودون صاحب؟ وعلى أيّ أساس قانونيّ وأخلاقيّ يتم إرسال مُمثّلين عن شركة أرامكو السعوديّة، أو النّفط السوريّ المَسروق عبر الأراضي التركيّة إلى زبائنه في الخارج؟
وقالت راي اليوم إن "هذا النّفط هو نفط سوري يجب أن تعود عوائده كاملةً إلى الدولة والشّعب السوري، وأن تكون تركيا والسعوديّة ومِصر على رأس الدّول التي تُعارض سرقته وتحتَل آباره، مهما كانت حجم خِلافاتها مع الحُكومة السوريّة، لأنّ هذا يُشكِّل انتِهاكًا صريحًا لكُل القوانين الدوليّة والأخلاقيّة".
وختمت الصحيفة بمعارضتها لما يجري قائلة: "سورية ستخرُج قويّةً صُلبةً مُعافية من قلبِ رُكام هذه المُؤامرة، وستَستعيد دورها ومكانتها."