ترجمة || تاله حريب
بينما يحارب الجيش السوري إرهابيي الغوطة الشرقية ما يسمى "جيش الإسلام" وغيره من المجموعات الإرهابية الأخرى، تعمد وسائل الإعلام الغربية على تجاهل الفظائع التي يرتكبها هؤلاء الإرهابيون وإلقاء اللوم على الجيش العربي السوري وحلفاءه، ويمارسون العويل في كل تقدم يحققه الجيش العربي السوري.
لذا فإذا كان فهمك الوحيد لمعركة الغوطة الشرقية الذي تتلقاه فقط من وسائل الإعلام الغربية، فستترك انطباعاً لديك أن الحرب هي من طرف واحد فقط، بين الحكومة السورية ومواطنيها، لكن الحرب ليست بهذه البساطة، والحقائق هي كالتالي، كما أشار موقع (روسيا اليوم) بنسخته الانكليزية.
المتزعمين الجهاديين: حيث تسيطر على الغوطة الشرقية مجموعة من الجماعات الجهادية ذات الفكر السلفي، المدعومين من السعودية التي تسعى إلى إحداث تغيير في سورية يخدم مصالحها، ومن تلك الجماعات "جيش الإسلام" المعروف بخطابه الطائفي للغاية وجرائمه البشعة، وثاني أكبر مجموعة هي (فيلق الرحمن) المتحالفة مع حركة التحرير الشام وحركة نور الدين الزنكي التي كان مقاتلوها يصورون أنفسهم وهم يقطعون رأس طفل صغير - كل هؤلاء يتلقون الدعم الأمريكي في السلاح والمال.
والحقيقة التي ترفض وسائل الإعلام الغربية الحديث عنها، أنه في الآونة الأخيرة وخلال محاولة خروج المدنيين من الغوطة الشرقية أطلق الإرهابيون النار عليهم، فمنهم من قُتل من ومنهم من جُرح، إضافة لمنع الإرهابيين السماح بإدخال المساعدات الغذائية والإنسانية عن المدنيين.
حرب المعلومات: ربما تكون الحرب في سورية الأكثر انتشاراً في التاريخ، فقد أنفقت الحكومات الغربية وحلفاؤها الإقليميون عشرات الملايين الدولارات لبناء جهاز إعلامي يعيد حالة الفوضى إلى سورية واضعاً كل المسؤولية في أعمال العنف على الحكومة السورية ويحرض على التدخل العسكري الغربي ضدها.
والأكثر شهرة هي مجموعة الخوذ البيضاء، المجموعة الممولة بشكل كبير أمريكياً وبريطانياً، حيث يشارك أعضائها في ارتكاب الأعمال الوحشية ضد المدنيين وتتجاهلها عمداً وسائل الإعلام الغربية.
والمصدر الآخر لمنافذ الإعلام الغربية هو المرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو منظمة مراقبة يديرها رجل يعمل من بيته في بريطانيا، وهو منحاز صراحةً تجاه ما يسمى "المعارضة السورية".
كما تعتمد وسائل الإعلام الغربية في كثير من الأحيان على "النشطاء الإعلاميين" في مناطق سيطرة "المعارضة السورية" وذلك بسبب خوف الصحفيون الغربيون السفر إلى تلك المناطق لاحتمال تعرضهم للخطف أو القتل.
فلسنوات، قام المسلحون في الغوطة الشرقية بترويع وقتل الآلاف من المدنيين الذين يعيشون في دمشق وريفها، والتي لن تسمع عنها في الغرب.
فرق الموت التابعة لتنظيم "القاعدة": وهذا يقودنا إلى واحدة من أكاذيب وسائل الإعلام الغربية الخبيثة، وكيف أن التقاعس الغربي سمح بإراقة الدماء السورية وتدخل الغرب في سورية الذي أدى إلى إطالة أمد الذبح وتمكين تنظيم "القاعدة" فيها.. فقد أنفقت إدارة أوباما ما يقارب المليار دولار سنوياً على تسليح وتدريب إرهابيي "المعارضة السورية" المرتبطين بتنظيم "القاعدة"، وبعبارة أخرى استعانت الحكومة الأمريكية بمصادر خارجية في حربها على سورية، ولم يكن لدى الأمريكيين أي فكرة حول دعم حكومتهم لفرق الموت لتنظيم "القاعدة" بسبب مواصلة وسائل الإعلام الغربية تعزيز الأكاذيب حول ما يسمى بتقاعس الغرب في "حماية السوريين" من جيشهم.
المعايير المزدوجة: بعد سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة من الأراضي العراقية، أطلقت الحكومة العراقية، بدعم من القوات الجوية الأمريكية سلسلة من العمليات لاستعادة مدن مثل الموصل والفلوجة وتكريت والتي احتفلت بها الصحافة الغربية على أنها تحرير.
أما في سورية، وفي الوقت نفسه ، تدخلت روسيا في سورية بطلب من الأخيرة وتشاكروا في العمليات العسكرية ضد الإرهابيين في عدة محافظات، إلا ان وسائل الإعلام الغربية وصفت هذه العمليات على أنها أعمال شنيعة ترقى إلى الإبادة الجماعية .
واختتم الموقع إلى الإشارة أن في عوالم الصحافة الغربية تتبع "جدول معين" في تغطية الأحداث في سورية، ومن طرف واحد يخدم مصالح حكوماتهم.