خلفيات عدة للفصائل الإرهابية صب بعضها الزيت على نار بعضها في الشمال السوري، منها يتعلق بالسيطرة على معابر التهريب، ومنها لأسباب وجودية، وكلها يستغلها الإرهابي أبو محمد الجولاني بغطاء من الاحتلال التركي لجذب الفصائل التابعة لذاك الاحتلال إلى صفه.
صحيفة الأخبار اللبنانية فصّلت في ذلك، وقالت إنه وبعيداً عن التفاصيل المتداخلة والمتشابكة للهيكلية الفصائلية، وتوزّع القوى في مناطق يستولي عليها الاحتلال التركي في الشمال، والتي تشهد تقلّبات وتغيّرات مستمرّة، تفتح التطورات الأخيرة الباب على مصراعَيه أمام اشتداد الصراع الفصائلي القائم بالأساس، الأمر الذي ينتظره الجولاني لقضم ريف حلب الشمالي.
وأضافت الصحيفة: وفي وقت عبّرت تركيا بشكل علني عن غضبها من "حالة الفوضى" التي تشهدها تلك المناطق، وطلبات الفصائل المتزايدة من السلاح والأموال، يشكّل تمدّد الجولاني أو تحالفه العلني مع جماعة "العمشات" الإرهابية -التي تستولي على مناطق عدّة في عفرين، أبرزها منطقة الشيخ حديد الحدودية، ويتزعمها "أبو عمشة" (محمد الجاسم، قائد "فرقة السلطان سليمان شاه")- فرصة بالنسبة إلى أنقرة للتخلّص من هذه الأعباء المالية المتزايدة، بالإضافة إلى فرض حالة من الاستقرار في مناطقها من قِبَل شخصيات تَعتبرها "قوية وموثوقة"، وتتمتّع بقدرة عالية على "التمويل الذاتي".
ويدور في كواليس الفصائل الإرهابية -بحسب الصحيفة- الحديث عن سيناريوات عدّة قد تشهدها مناطق ريف حلب الشمالي، أبرزها استعانة "أبي عمشة" بصديقه الجولاني، الذي سيجد في هذا الطلب فرصة لا تُعوَّض للتمدّد إلى ريف حلب، المنطقة التي توفّر له، ، السيطرة على معابر تهريب لا تُقدَّر بثمن بالإضافة إلى توسيع مساحة سيطرته.
وأكدت الصحيفة أن الإرهابي الجولاني يواصل عمليات تجنيد مقاتلين وتدريبهم بمشاركة ضبّاط أتراك، وتوزيعهم على تشكيلات عسكرية ضمن خطة إعادة تنظيم نفّذتها جبهة النصرة الإرهابية أو كما تسمي نفسها "هيئة تحرير الشام" بإشراف تركي مباشر.